احتفل بنك فلسطين بالشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية IFC وبالتعاون مع منتدى سيدات الأعمال وشركة أـرنست ويونغ العالمية لتدقيق الحسابات بتخريج الدفعة الثانية من السيدات المشاركات في برنامج "فلسطينية" Mini MBA لإدارة الأعمال والذي صمم خصيصاً لتطوير القدرات الإدارية والمهنية لسيدات الأعمال الفلسطينيات.
وجرى تنظيم حفل التخريج يوم الخميس الموافق 11/01/2018 في مقر المركز الرئيسي للادارة العامة لبنك فلسطين في مدينة رام الله، بالتواصل مع الحضور في مطعم ليفيل أب بمدينة غزة عبر الاتصال المرئي "الفيديو كونفرنس"، بحضور كل من السيد هاشم الشوا، رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين، والسيد عزام الشوا، محافظ سلطة النقد الفلسطينية، والدكتورة هيفاء الأغا، وزيرة شؤون المرأة، والسيد يوسف حبش، ممثل عن مؤسسة التمويل الدولية IFC في فلسطين، والسيد سائد عبد الله، الشريك المسؤول في شركة ارنست ويونغ، والسيدة دعاء وادي، المدير التنفيذي لمنتدى سيدات الاعمال الفلسطينيات، والسيد براق النابلسي مدير عام هيئة سوق رأس المال الفلسطينية، وعدد من رواد القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات النسوية وصحفيين وإعلاميين.
وهدف البرنامج الى تطوير مهارات العمل والقيادة للنساء الرياديات وصاحبات الأعمال، في فلسطين من خلال تطوير مهاراتهن في مجالات مختلفة، منها؛ التخطيط الاستراتيجي والمالي، والتسويق، وإدارة الموارد البشرية، وغيرها. كما يقوم البرنامج على تطوير المهارات القيادية للمرأة من خلال أفضل المدربين الفلسطينيين.
وقد تم اختيار 36 سيدة من مناطق القدس والضفة الغربية وغزة للمشاركة في البرنامج الذي امتد لـ 6 أشهر. حيث ساهم برنامج "فلسطينية Mini MBA لإدارة الأعمال" في تحسين قدرة النساء على تطوير آليات العمل والمنتجات والخدمات الخاصة بهن، من خلال تعديل نماذج أعمالهن، وزيادة معرفتهن في السوق والتواصل مع المدراء والموظفين المختصين في بنك فلسطين للعمل على تطوير مشاريعهن والحصول على الدعم والخدمات والاستشارات والمنتجات المصرفية.
من ناحيته، أكد السيد هاشم الشوا على أهمية البرنامج الذي يعتبر أول برنامج يتم تصميمه بالشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية IFC خصيصاُ لصاحبات المنشآت الصغيرة والمتوسطة لدعم مشاريعهن وتوسيع أعمالهن. وقال الشوا بأن البنك اختار أفضل المدربين الفلسطينينين، وعمل على تطوير شراكات مع مؤسسات فلسطينية محلية وهم شركة Ernst & Youngومنتدى سيدات الأعمال، الذين كانت لهم بصمات واضحة في نجاح البرنامج.
وكشف الشوا بأن النتائج التي حققها البرنامج على مدار العامين الماضيين، شجع مؤسسة التمويل الدولية IFC على تعميم البرنامج على عدد من البنوك حول العالم لتنفيذه. مشيراً في الوقت ذاته الى أن فوج العام 2017، فقد كان فوجاً مميزاً، حيث شارك فيه 36 سيدة أعمال من القدس وغزة والضفة الغربية، تم اختيارهن من بين 410 طلبات. توزعت أعمالهن في مجالات مختلفة مثل التصنيع الغذائي والزراعي والخدمات الهندسية والتجارة والقطاع التعليمي والصناعات اليدوية والتجميل. فيما وفرت هؤلاء السيدات 172 فرصة عمل في مشاريعهن.
من ناحيتها، ثمنت د. هيفاء الأغا، وزيرة شؤون المرأة حرص البنك على النهوض بالاقتصاد الفلسطيني، مشيرة الى أن ذلك يدل على الروح الوطنية، وايمان البنك بدور المراة الفلسطينية. وقالت د. الآغا بأن الاقتصاد يشكل الركيزة الأساسية في بناء دولتنا الفلسطينية وأن المشاركة الاقتصادية لكلا الجنسين مؤشر هام لقياس التطور والتقدم في أي مجتمع، كما ويعتبر التمكين الاقتصادي المحرك الأساسي في عملية التنمية لكل الدول التي تسعى للانتقال الى حالة التنمية الحقيقية المستدامة، فالحد من البطالة وتوفير العمل اللائق لجميع الأفراد وتوفير الحماية في سوق العمل والاستقرار السياسي والاجتماعي من الشروط الاساسية اللازمة لعملية التنمية. مشيرة الى أن المرأة الفلسطينية ما زالت تلعب دوراً أساسياً ومشرفاً في الرقي الثقافي والدفاع عن الوطن والتحدي لكل صعوبات الحياة، ولها مواقف مشرفة كثيرة وكانت سبباً في تعزيز جبهة الصمود الداخلية، مؤكدة استعدادها للتعاون مع كافة المؤسسات الوطنية من أجل تعزيز مشاركة المرأة في كافة المجالات لا سيما القطاع الاقتصادي.
من ناحيته، تحدث يوسف حبش ممثل مؤسسة التمويل الدولية IFC في فلسطين عن الشراكة مع بنك فلسطين، مؤكداً على أن هذه الشراكة حققت نجاحاً كبيراً عبر سنوات عملها، وقال IFC بدأت شراكتها مع بنك فلسطين منذ العام 2008 مرتكزة على رؤية مشتركة تتمثل في تطوير الاقتصاد الفلسطيني. سواء من خلال تمويل مشاريع كبيرة مثل الوطنية موبايل وتطوير أدوات تمويلية لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما فيها تطوير برنامج "فلسطينية" Mini MBA للرياديات. وقال حبش بأن الدراسات تشير الى أن الدور الفعال للمرأة في اقتصادات الشرق الأوسط يمكن أن تزيد الناتج المحلي الاجمالي في الشرق الأوسط بحوالي 11%، في حين يستند برنامج فلسطينية على بناء اللبنة الأساسية لدعم الرياديات من خلال تذليل العقبات التي تواجهها، مثل تطوير المهارات الادارية والتجارية وتوسيع شبكات أعمالهن.
بدوره أشاد محافظ سلطة النقد الفلسطينية بالتطور والنجاح المستمر لبنك فلسطين من خلال تفرعه وانتشاره داخل الوطن وخارجه، وتعزيزه لمبدأ الحوكمة بإحداث تغييرات جوهرية على صعيد إدارته العليا، وإطلاقه لمبادرات مميزة تعبر عن تحمله المسؤولية الاجتماعية من خلال رعايتة لبرامج من شأنها أن تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها برامج تستهدف فئة النساء والشباب تساعدهم على تحقيق طموحاتهم.
كما أثنى المحافظ على تنفيذ بنك فلسطين لبرنامج "فلسطينية" لإدارة الأعمال، وأثرِ ذلك في تطوير مهارات العمل والقيادة للنساء صاحبات الأعمال في فلسطين، مؤكداً على اتفاق مثل هذه المبادرات مع توجهات وسياسات واستراتيجيات سلطة النقد لتمكين المرأة اقتصادياً، خاصة من خلال خلق بيئة مواتية لتمكين المرأة مصرفياً ومالياً، وتعزيز حملات التثقيف المالي والمصرفي، وتطوير برامج متخصصة لبناء قدرات الرياديات وصاحبات الأعمال.
وأكد المحافظ على أن سلطة النقد عملت على تطوير أنظمتها الآلية لتتمكن من جمع وتحليل البيانات المالية والديموغرافية على مستوى الجنس، مما مكنها ذلك من رصد مشكلة الفجوة في مستويات الوعي والثقافة المالية بين الرجل والمرأة والتي بلغت 20%، ومناقشتها في وثيقة الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي، داعياً المصارف ومؤسسات الإقراض إلى ضرورة إعادة صياغة سياساتها التمويلية المستقبلية بما يلبي احتياجات المرحلة القادمة من خلال التخصص في إعداد برامج التمويل على أن تشمل منتجات مصرفية تستهدف المرأة مع التركيز على صاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
كما تحدث عدد من المشاركات والمشاركين في البرنامج عن تجاربهن مع البرنامج، وما أضافه البرنامج من خبرات جديدة، ساهمت في تطوير مشاريعهن وانجاحها. كما قامت إدارة البنك والمؤسسات الشريكة بتوزيع الشهادات وتكريم المشاركات والمشاركين في البرنامج والقائمين عليه.