انطلق اليوم الاثنين الموافق 20/02/2017 مؤتمر زمالة الأول للابتعاث الجامعي، في فندق الموفينبيك بمدينة رام الله، بالتواصل عبر الاتصال المرئي "الفيديو كنفرنس" مع قاعة مطعم الروتس بمدينة غزة، وبمشاركة 13 جامعة فلسطينية، وعدد من رؤساء الجامعات الفلسطينينة ونوابهم وحشد من رجال الأعمال والاقتصاديين ومؤسسات المجتمع المدني، وبحضور الدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، والسيد هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك فلسطين، والدكتورة تفيدة الجرباوي، مدير عام مؤسسة التعاون، واعلاميين وصحفيين.
وانطلق المؤتمر اليوم مع مرور خمس سنوات من إطلاق البرنامج، حيث جاءت فكرة برنامج زمالة بمبادرة من بنك فلسطين بهدف المساهمة في تطوير نوعية التعليم العالي وأساليب التدريس في الجامعات الفلسطينية للمواءمة ما بين احتياجات سوق العمل ومتطلباته وتطور المجتمع. حيث يتم تغطية تكاليف بعثات تدريبية أو بحثية لأساتذة ومحاضرين في الجامعات الفلسطينية الى مؤسسات تعليمية، طبية، استثمارية مرموقة عالميا لتطوير خبراتهم العلمية والعملية والعودة لممارستها في جامعاتنا على أرض الوطن.
وافتتحت الدكتورة تفيدة الجرباوي أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية أكدت فيها أن مؤسسة التعاون تعمل بشكل دؤوب على تحقيق الرؤية الهادفة نحو الاستثمار في الفرد الفلسطيني منذ الصغر، عبر إبراز وتعزيز قطاع التعليم في فلسطين بجميع مراحله، وتوفير فرص التعليم المتكافئة لتطوير قدراتهم الابداعية نحو التميز والانفتاح على العالم وتمكينهم من التفاعل مع الحضارات، والاطلاع على آخر المستجدات العلمية، للبحث والابداع، وتوظيف التكنولوجيا لرفع جودة التعليم العالي. وقالت الجرباوي بأن فكرة برنامج زمالة جاءت بمبادرة خلاقة من بنك فلسطين، وقد استشعرت مؤسسة التعاون أهمية هذا البرنامج الذي يصب في أهدافها المرتبطة بتطوير التعليم العالي باعتباره الركيزة الأساسية في تنمية المجتمع حضارياً وفكرياً واقتصادياً، فمخرجاته هم شباب المستقبل الذي يحتاج الى دعمنا جميعاً لنمكنه من الحصول على وظائف، أو البدء بمشاريع مدره للدخل. معبرة عن أملها بأن تنمو لتصبح شركات قادرة على بناء قاعدة الاقتصاد الوطني، وعلى نفس المستوى فإننا نسعى جاهدين لدعم جهود الشباب في إطلاق ابداعاتهم الفنية والأدبية والتكنولوجية والفكرية للمساهمة في انتاج المعارف وتطوير الحضارات على المستوى العالمي. إن الاستثمار في رفع جودة التعليم العالي ستعود أيضا بالفائدة على المجتمع من خلال تمكين الشباب من إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية ومن قيادة المشهد الاجتماعي والسياسي.
وأوضحت د. الجرباوي بأن برنامج "زمالة" استطاع خلال السنوات الخمس الماضية وعبر شراكة مميزة مع 13 جامعة فلسطينية من إرسال 120 مبتعث/ة من مختلف المدن الفلسطينية، أصدروا خلال بعثاتهم 42 ورقة بحثية حتى اللحظة في علم الإدارة والاقتصاد والعلوم المالية والمصرفية، والعلوم الصحية والحياتية، والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والآداب. وحصل العديد منهم على جوائز عالمية نتيجة أبحاثهم، كما أسهمت بعض هذه الأبحاث في تحقيق تقدم في بعض المجالات كمرض سرطان الثدي ومرض الزهايمر، والأمراض الزراعية التي تصيب شجرة الزيتون والتين، وتوليد الطاقة البديلة والعديد من الأبحاث الهامة التي اهتمت بنتائجها كبرى مراكز العلوم والأبحاث في العالم، مما يشعرنا بالفخر والاعتزاز اننا استطعنا بالرغم من كل الظروف القاسية التي نمر بها كفلسطينيين ويمر بها العالم أن ننجح في المحافل العلمية ونساهم في تحقيق تقدم علمي في مجال الصحة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات ومساعدة الفئات المهمشة خصوصاً الأطفال والنساء.
من جانبه، رحب د. صبري صيدم، بجميع الحضور في الضفة والقطاع، مشيداً ببرنامج زمالة ورؤيته المستدامة. كما ثمن الجهود التي يبذلها بنك فلسطين على صعيد المساهمة في دعم المسيرة التعليمية في فلسطين بالاضافة الى مؤسسة التعاون التي تعتبر من المؤسسات الأهلية الرائدة في التنمية خصوصاً في قطاع التعليم، قائلاً بأن برنامج "زمالة" استطاع تحقيق أهداف سامية من أجل تطوير الانسان الفلسطيني في كل المجالات. مشيراً الى أن فلسطين أصبح لديها سفراء كثيرون من الشباب الذي مثلوا فلسطين خير تمثيل في مختلف المجالات العلمية والطبية والفنية، وهم أكثر تأثيراً حول العالم من آلاف السياسيين. مشدداً على أهمية تطوير خبرات وابداعات فلسطينية عبر برنامج "زمالة" الذي هو أضحى محط اهتمام وتشجيع. معرباً عن أمله بأن يستمر البرنامج لعشر سنوات أخرى، داعياً جميع المؤسسات في القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية للمساهمة في دعم البرنامج سنوات أخرى الى الأمام.
من جانبه، أكد السيد هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك فلسطين على أهمية البرنامج في تعزيز دور الأجيال القادمة من أجل بناء فلسطين، وقال الشوا بأن البنك رصد للبرنامج خلال خمس سنوات حوالي 2 مليون دولار أمريكي كجزء من مساهمته المجتمعية بتخصيص 6% من ارباح السنوية لدعم كافة القطاعات التنموية، معتبراً بأن هذا المبلغ هو استثمار في الانسان والشباب الفلسطيني من أجل فلسطين أفضل في الغد، حيث استطاع زمالة من خلال المبتعثين الوصول الى دول العالم للحصول على خبرات جديدة ونقلها الى أجيالنا. كما أشار الشوا الى مساهمة البنك في تأسيس أول صندوق استثماري في المشاريع والأفكار الريادية الشبابية عبر صندوق ابتكار الذي يبلغ رأس ماله 10 مليون دولار، فيما ساهم البنك بما نسبته 10% من رأس مال الصندوق بهدف دعم الشباب ومنحهم فرصة للعمل والمبادرة.
وعبر الشوا عن فخره بالشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة التعاون، مضيفاً بأن التعاون هي مؤسسة ذات خبرة عريقة، وقد منحت برنامج زمالة إضافة نوعية بالأفكار والآليات والتنفيذ، مؤكداً على رؤية البنك لبرنامج "زمالة" كبرنامج وطني لتساهم فيه مؤسسات القطاع الخاص كل في مجال تخصصه، عبر تبنيها للبرامج التدريبية والتطبيقية بما يتناسب مع مجال عملها. لتتكامل الأدوار، داعياً جميع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في هذا البرنامج، لأن ذلك جزء من التنمية الاجتماعية.
وتخللت فعاليات المؤتمر عرض في الجلسة الأولى والتي أدارها الاستاذ حسام قصراوي من جامعة فلسطين التقنية خضوري، لتجارب بعض مبتعثي زمالة الذين انهوا بعثاتهم العلمية والتطبيقية خارج الوطن في المجالات العلمية والبيئية، منها التدريب على جمع وتحليل عينات الهواء من خلال د. عبد الحليم خضر من جامعة النجاح الوطنية، والبعثة الخاصة بايجاد منهجيات وطرق توعية لادارة المخاطر للسحابة الالكترونية في المؤسسات المصرفية للـ د. عبد الرافع الزاملي من جامعة الاقصى، وتقنيات المسح التسويقي المبتكرة في تطبيقات الرعاية الصحية للـ د. الهام الخطيب من جامعة القدس، واستخدام النظائر البيئية في تحديد طبقات المياه الجوفية في جنوب المنحدر الشرقي للبحر الميت وهي طريقة لفهم ندرة المياه للـ د. سائد الخياط من جامعة فلسطين التقنية خضوري، ومن ثم تمت عملية نقاش مع المبتعثين.
أما الجلسة الثانية، والتي أدارها د. مهدي قلبيو من جامعة بيت لحم، فقد عرضت مجموعة أخرى من قصص النجاح للمبتعثين من برنامج زمالة، وهي تأمين بيئة فضائية آمنة للاتصالات الكهرباء والبث التلفزيوني الفضائي الفلسطيني للدكتور سليمان بركة من جامعة الأقصى، وكشف وتشخيص جزئي لمسببات الأمراض الفيروسية للدكتور رائد الكوني، من جامعة النجاح الوطنية، وتطبيق قانون أوكنز في الاقتصاد الكلي للتحقق من العلاقات الاقتصادية التبادلية بين فلسطين واسرائيل باستخدام الاقتصاد القياسي للدكتور ابراهيم عوض من جامعة القدس، والتدرب على نظم المعلومات
Geographic information system ونظام تحديد المواقع العالمي global positioning system للأستاذ معتز قفيشة من جامعة بوليتكنيك فلسطين الخليل، وتبع هذه الجلسة نقاش مع المبتعثين الذين عرضوا تجاربهم.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة فقد تمت مناقشة التحديات والصعوبات والأفق المستقبلية لبرنامج زمالة الاكاديمي بمشاركة كل من السيد هاشم الشوا، مدير عام بنك فلسطين، ود. تفيدة الجرباوي مدير عام مؤسسة التعاون، وأ. د. حسن دويك نائب رئيس جامعة القدس للاتصالات والتنمية، وأ. د. ماهر النتشة القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، وأ. د. مروان العورتاني، رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري، وأ. د. هنري جقمان، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية من جامعة بيرزيت، وأ. د. عادل عوض الله رئيس الجامعة الاسلامية في غزة، حيث نتج عن الاجتماع مجموعة من التوصيات المتعلقة بتطوير البرنامج وتعزيز آفاقه المستقبلية.
ومن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر، إطلاق المرحلة الثانية لبرنامج زمالة بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص وتفعيل صندوق "زمالة". وفتح قنوات مع السفارات والممثليات الأجنبية للتشبيك مع الجامعات في بلدانهم وتسهيل إجراءات الابتعاث لمبتعثي "زمالة"، وتفعيل دور الجامعات وتعزيزه من خلال اتخاذ إجراءات تشجيعية لكوادرها، ووضع آليات لقياس أثر الابتعاث على الطالب وسوق العمل من قبل الجامعات وبالتعاون المشترك ما بينها، ووضع آليات لتشبيك الكوادر المبتعثة في الجامعات مع الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص لتطبيق نتائج ابحاثهم، ووضع آليات للتمويل المستقبلي للأبحاث والتدريبات القابلة للتنفيذ والتي تحتاج الى أجهزة ومعدات غير متوفرة.
تجدر الإشارة الى ان برنامج زمالة يهدف الى المساهمة تحسين نوعية التعليم الجامعي في فلسطين. ويأتي هذا الحدث استكمالاً للنجاحات التي حققها البرنامج للسنة الخامسة على التوالي بشراكة مميزة مع 13 جامعة فلسطينية، حيث تهدف الدورة السادسة حالياً الى استقطاب المزيد من الطلبات لتمويل منح، وتدريبات الاساتذة في الجامعات الفلسطينية. إن برنامج زمالة، بمرحلته السادسة فتح الباب لاستلام الطلبات من الاساتذة الجامعيين، ومساعدي البحث والتدريس، ومن مهندسين وإداريين يعملون في الجامعات الفلسطينية، حتى تاريخ 10/3/2017. وتتضمن المرحلة السادسة أيضاً تنفيذ ورشات عمل في الجامعات الفلسطينية بهدف التعريف بفكرة البرنامج وآلية التقديم والاشتراك فيه.