حقق بنك فلسطين نتائج مالية متميزة للنصف الأول من العام الجاري 2016، حيث ارتفعت أرباح البنك الصافية لتصل الى 24,414,699 دولار أمريكي، مقارنة مع 22,764,002 دولار، وبنسبة نمو بلغت 7.25%. فيما ارتفعت قيمة الموجودات خلال الستة شهور الأولى من العام 2016 بنسبة 39.96% لتصل الى 3.89 مليار دولار، بعد أن كانت 2.78 مليار دولار نهاية ديسمبر 2015. وتأتي هذه الزيادة بعد توحيد البيانات المالية للبنك الإسلامي العربي مع البيانات المالية لبنك فلسطين، بعد شراء بنك فلسطين حصة إضافية في البنك الإسلامي العربي حيث وصلت حصته حوالي 52%.
من ناحيته، أشار السيد هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك فلسطين الى أن النتائج المالية تأتي تتويجاً لرؤية البنك الاستراتيجية تجاه الاستثمار في داخل فلسطين عبر تنويع الخدمات والمنتجات المصرفية وعمليات التوسع والانتشار التي نفذها البنك بوصول عدد فروعه ومكاتبه الى 62 فرعاً ومكتباً، بالإضافة الى النمو الجيد في عمليات البنك وشركاته التابعة " شركتي الوساطة، وبال بي" فضلاً عن تقديم خدمات إسلامية من خلال البنك الإسلامي العربي، مؤكداً بأن هذه البيانات لم يتم توحيدها بعد مع النتائج المالية للبنك التجاري الفلسطيني الذي قام البنك بالاستحواذ عليه خلال الشهور الماضية نظراً لأن عملية الاندماج الفنية واللوجستية لم تكتمل بعد، كاشفاً في الوقت ذاته بأن البنك بات في المراحل النهائية لإتمام عملية الاندماج الفعلية، وتقوم طواقم البنك بالشروع في عملية إعادة الوسم لفروع البنك التجاري الفلسطيني التي ستنضم الى فروع بنك فلسطين، وتهيئة عملاء البنك التجاري الفلسطيني ليكونوا عملاء لدى بنك فلسطين. وأضاف الشوا بأن بنك فلسطين يعمل على استكمال عملية اصدار 10 ملايين سهم موزعة على مساهمي البنك التجاري الفلسطيني ليكونوا شركاء ومساهمين في بنك فلسطين. معبراً عن فخره لهذا الانضمام، وأشار الشوا الى أنه وبعد هذا الإصدار سيرتفع رأس مال بنك فلسطين الى 195 مليون دولار من 185 مليون دولار.
وأوضح الشوا بأن إدارة بنك فلسطين أدركت الطَلَب المتزايد على الخَدمات المَصرِفية الإِسلامية خِلال العَقدين الماضيين، وقد عملت على دراسة البدائل والخَيارات الممكِنة للدخول في هذا المجال، وكانت البِداية منذ عدة سنوات من خلال شرائه حصة بالبَنك الإِسلامي العربي، والتي كان الهَدف منها التعرف عن قُرب على حَجم الطَّلب لِهذه الخَدمات وربحية هذا القِطاع.
كما كشف الشوا عن ارتفاع في كافة المؤشرات المالية الأخرى التي حققها البنك خلال النصف الأول من العام الجاري، والتي بينت زيادة في اجمالي الدخل بنسبة 19.25%. موضحاً بأن إجمالي الدخل للستة أشهر الأولى من هذا العام وصل الى 82.4 مليون دولار، مقابل 69.2 مليون دولار حققها البنك في النصف الأول من العام الماضي. أما بالنسبة لودائع العملاء، فقد ارتفعت بنسبة 32.33% لتصل الى 2.96 مليار دولار مقارنة مع2.24 مليار دولار نهاية ديسمبر 2015.
وبحسب الشوا، فقد ارتفع حجم التسهيلات الائتمانية مع نهاية النصف الأول لتبلغ 1.95 مليار دولار، بعد أن كانت 1.38 مليار دولار نهاية ديسمبر 2015 أي بنسبة زيادة بلغت حوالي 40.72%، مشدداً على سعي البنك لزيادة حجم محفظة التسهيلات لتقديم التمويل اللازم لجميع الشرائح الاجتماعية والقطاعات الاقتصادية والمشاريع التي تساهم في تحفيز الاقتصاد الوطني، وتمكينه من النهوض في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية في الوطن.
وقال الشوا بأن سياسة البنك تنصب نحو توجيه الإمكانيات المتاحة لدى بنك فلسطين لدعم المشاريع الإنتاجية والصغيرة والمتناهية الصغر وتمكين المرأة الفلسطينية للمساهمة في زيادة النمو والتحفيز الاقتصادي وتخفيض نسبة البطالة بين الخريجين في الجامعات الفلسطينية. مشيراً الى أن تحقيق النمو بأرباح البنك وبياناته المالية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها فلسطين والمنطقة العربية، يعكس رؤية ملمة وقادرة على الاستفادة من الإمكانيات المتاحة، وقادرة على مجابهة المتغيرات المفاجئة والظروف المختلفة وفق خطة مستدامة تتميز بمرونتها العالية.
وبالنظر الى حقوق المساهمين، فقد بين الشوا، بأن حقوق المساهمين تواصل نموها كغيرها من المؤشرات المالية، وأن البنك يبذل قصارى جهده من أجل الحفاظ على حقوق المساهمين وتنميتها بشكل جيد، حيث بلغت حقوق مساهمي بنك فلسطين مع نهاية النصف الأول من العام 2016 ما مجموعه 346,223,791 دولار بعد أن كان 305,756,304 دولار نهاية العام 2015.
كما عبر الشوا عن فخره واعتزازه بالثقة التي أولاها العملاء لبنك فلسطين وشركاته التابعة، مرحباً في الوقت ذاته بعملاء البنك التجاري الفلسطيني الذين سينضمون الى بنك فلسطين بعد استكمال عملية الاندماج قريباً. وأضاف الشوا بأن سياسة التوسع والانتشار التي انتهجها البنك، أوصلت خدماته المصرفية إلى مختلف المناطق الفلسطينية، خاصة المناطق الريفية والبعيدة عن مراكز المدن، وهو ما عظَم من حجم العمليات المصرفية، مع العلم بأن البنك قام بافتتاح عدد من الفروع خلال النصف الأول من العام الجاري، وهي مكتب الجامعة العربية الامريكية، ومكتب مدينة بيت ساحور، ومكتب في مدينة الظاهرية جنوب مدينة الخليل، وتزامن مع هذا التوسع نمو في عملاء البنك الذين وصل عددهم الى حوالي 750 ألف عميل، يعمل على خدمتهم ما يزيد عن 1465 موظفاً وموظفة.
وبحسب الشوا، فإن البنك بدأ يخطو خطواته نحو العالمية عبر تدشينه أول مكتب تمثيلي خارج الوطن، والذي تم إطلاق خدماته في مركز دبي المالي العالمي بإمارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، مشيراً الى أن هذا المكتب يقوم بتسويق الخدمات المالية للفلسطينيين ويمد جسور التواصل ما بين الفلسطينيين والمستثمرين خارج فلسطين مع داخل الوطن. كما يعد نقطة انطلاق لبنك فلسطين الى دول الخليج العربي، وهو ما يعزز من مكانة البنك على المستوى الاقليمي كونه أول مؤسسة مصرفية فلسطينية تعمل خارج فلسطين بالإضافة الى مكتب تمثيلي آخر سيتم افتتاحه قريباً في العاصمة التشيلية سنتياغو، ليكون نقطة اتصال هامة مع الفلسطينيين المغتربين في دول أمريكا اللاتينية.
أما فيما يخص المسؤولية الاجتماعية، فقد استمر بنك فلسطين بنهجه من خلال تخصيص ما يقرب من 6% من أرباحه السنوية للنشاطات الاجتماعية المختلفة، والتي شملت جوانب التعليم والصحة والثقافة والرياضة والمساعي الانسانية، حيث واصل البنك تقديم مساهماته في مشاريعه التنموية والمساعي الإنسانية، بما يشمل مشروع "زمالة" لتطوير التعليم الجامعي، ومشروع "وجد" لرعاية الأطفال الأيتام، بالإضافة الى استكماله لحملة "بدي أسمع" الخاصة بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
وفي الختام، عبر الشوا عن اعتزازه بأسرة البنك وشركاته التابعة وطاقم العاملين فيهم، لما قدموه من دعم ومساندة والتزام صادق وانتماء عال، لمساهمتهم في نمو البنك وتطوره. كما أعرب عن شكره وامتنانه لعملاء البنك وزبائن الشركات التابعة والمساهمين لثقتهم المستمرة بخدماته، كما أثنى على جهود سلطة النقد الفلسطينية الرامية لتطبيق مفهوم الرقابة الشاملة على البنوك، واعتماد إجراءات رقابية تهدف إلى ضمان سلامة الجهاز المصرفي ومتانته.