أقام بنك فلسطين حفلاً كبيراً بمناسبة افتتاح أول مكتب تمثيلي له في مركز دبي المالي العالمي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجري تنظيم الحفل في فندق الموفينبيك بمدينة رام الله بالتواصل عبر الاتصال المرئي "الفيديو كنفرنس" مع قاعة فندق الروتس بمدينة غزة، وذلك بمشاركة حشد من رجال الأعمال والاقتصاديين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، والصحافة والإعلام، وممثلي الممثليات الدبلوماسية والسفراء، وعملاء البنك ومعتمديه، بالإضافة الى مدراء الدوائر والفروع وأعضاء من مجلس الإدارة وممثلين عن المؤسسات الرسمية.
كما وحضر الحفل كل من السيد هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك فلسطين، والسيد عزام الشوا، محافظ سلطة النقد الفلسطينية، والسيدة عبير عودة، وزيرة الاقتصاد الوطني، ود. ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة، والسيد مأمون أبو شهلا وزير العمل من قطاع غزة.
وفي كلمته بحفل الافتتاح، أكد هاشم الشوا، بأن افتِتاح مكتب تَمثيلي لبنك فلسطين في مركز دبي المالي العالمي (DIFC). يمثل نُواة التَّوسُع والانتشار الخارِجي، وجسر التَواصُل مَع أَهلِنا وأَبناءِ شَعبِنا المُغتَربين في مَنطِقَة الخَليج العَربي. كما يسجِل هَذا الافتتاح صَفحة جَديدة من صَفحات التَّطَوُر المُتَمَيِزَة في مَسيرَة الجِهاز المَصرِفي الفِلسطيني، ليثبت من جديد بأَن مؤَسَساتِنا الفِلسطينية قادِرَة على التَّطور والنُّمو والإِبداع، ومُواكَبَة المُؤَسسات العالَمِية في كافَة المَجالات ومنافستها.
وقال الشوا أن اختيار دبي كأولى وجهات التوسع الخارجي هو لِما تَتَمَتع بِه إمارة دبي من قُوة جَذب للاستثمارات والمُستَثمِرين، وكَونِها مَركَزاً مالِياً عالَمياً مُهِماً. كَما أَن دَولة الإِمارات تَستَضيف ما يَزيد عَن رُبع مِليون فِلسطيني يَعمَلون في مُختَلف المَجالات الاقتصادية والمالِية والإِنشائِية وغَيرها، حيث أثبت أبناء شعبنا خارج الوطن قُدُراتِهِم على التغيير في كافَة الأَصعِدة. مشيراً في الوقت ذاته الى أهمية تَواجُد صَرح مالي فِلسطيني يُمَكِنُهُم من التواصل مع وَطَنِهِم الأُم فِلسطين، ويشجعهم على الاستثمار داخِل الوَطن من خلال تقديم الاستشارات اللازمة وتَسهيل مُعامَلاتِهم المالية المُختلفة مِن وإِلى فِلسطين.
وأضاف الشوا بأن البنك تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من التَّواصُل مَع الفِلسطينيين المُغتَربين، وتوفير ظروف ملائِمة، تمكن خلالها عدد من المُغتَرِبين من إنشاء مَشاريع استِثمارية مُختلفة في فلسطين. كما استَطاع من خلال تَواصُلِه مع بعض الفلسطينيين في الشتات من إِشراكهم في بعض المَشاريع الإِنسانية والتَّنموية التي يَقوم بِها البَنك بالشَّراكة مَع مُؤسسات المُجتمع المَدني العامِلَة في فلسطين. ويأتي ذلك بحسب الشوا، انطلاقاً من ايمان البنك بأَن الفلسطينيين المُتواجدين خارِج الوَطن، لَديهِم إِمكانيات يُمكن استِغلالِها عَبر تَهْيِئَة ظُروف مُلائِمة، وتسهيل التجارة، ومَنحِهِم تَسهيلات تُشَجِعُهُم على العَودة والاستثمار في داخِل الوَطن، للمُساهَمة في عَمَلِيَة النُّمو والتَّطَوُر وتوظيف الشباب.
وعبر الشوا عن فخره بأن يكون بنك فلسطين أول مؤسسة مالية فلسطينية تفتتح مكتباً تمثيلياً لها في مركز دبي المالي العالمي. موضحاً بأن البنك تخطى شروطاً كثيرةً وشهوراً عدة، تم خلالها دراسة القطاع المصرفي الفلسطيني بشكل عام، ومتانة البنك بشكل خاص من جانب مركز دبي المالي، وقد برهنت خلالها سلطة النقد الفلسطينية على أنها تقوم بعملها وفق أنظمة وقوانين عالمية، وأنها قادرة على تنفيذ مبادئ وتعليمات بمثابة أي بنك مركزي في العالم. كذلك نجح بنك فلسطين في تخطي هذه المرحلة بعد أن أثبت بأنه ينفذ عملياته ضمن قوانين ومبادئ عالمية، وأنه يملك نظاماً متيناً واستراتيجية مستدامة عملت في أصعب الظروف واستطاعت المضي قدماً دون توقف. مشيراً الى أن المكتب التمثيلي الجديد بدأ العمل فعلياً لتقديم خدماته، والتواصل مع أهلنا في منطقة الخليج العربي وفي دولة الإمارات العربية الشقيقة منذ شهر آب الماضي.
كذلك كشف الشوا بأن البنك سيقوم بافتتاح مكتب تمثيلي آخر قبل نهاية العام في العاصمة التشيلية سنتياغو، في دولة تشيلي، التي تستضيف ما يزيد عن نصف مليون فلسطيني.
من ناحيته، قال محافظ سلطة النقد الفلسطينية عزام الشوا بأن افتتاح مكتب تمثيلي لبنك فلسطين في دبي، يؤكد على متانة وقوة هذا البنك خصوصا، والجهاز المصرفي الفلسطيني بشكل عام. واعتبر محافظ سلطة النقد عزام الشوا بأن هذا الافتتاح يعتبر تطور نوعياً واستراتيجيا في العمل المصرفي للتوسع خارج فلسطين، ما يعزز من مكانتها اقتصادياً، ويساهم في تشجيع المستثمرين على الاستثمار فيها".
وأضاف بأن هذا النجاحات التي حققها البنك ومستويات النمو المتميزة مكّنت بنك فلسطين من التوسع خارج فلسطين، ابتداء من المنطقة العربية وتحديدا في منطقة الخليج العربي، وهو ما سيسهل على الجاليات الفلسطينية هناك الاستثمار في فلسطين، كما سيوفر للبنك فرصة الاطلاع على عمل الأسواق العالمية، خصوصا في دبي، التي تعتبر مثالا يحتذى به في البناء والتنمية واستقطاب المستثمرين من جميع أنحاء العالم.
واستعرض عزام الشوا جهود سلطة النقد في تعزيز الجهاز المصرفي، وتنفيذها للتعليمات بحسب المعايير المصرفية الدولية، ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال. مشيراً في الوقت ذاته الى أن مهام سلطة النقد الرئيسية تنحصر في أمور جوهرية تشمل صون استقرار الجهاز المصرفي بما يحقق الاستقرار المالي في فلسطين، كذلك إدارة نظام مدفوعات آمن ومستقر، والرقابة على قطاعي الصرافة ومؤسسات الإقراض المتخصص، بما يضمن صون أعمال هذين القطاعين واستقرارهما، وتوجيه الإقراض نحو المؤسسات الصغيرة بما ينسجم مع الرؤية العامة للدولة.
وبحسب محافظ سلطة النقد الفلسطينية، فقد قامت بعدة إجراءات لتحقيق ضمان الاستقرار المالي وأموال المودعين، عبر تطبيق أحدث الأساليب الرقابية، وتنظيم مهام وأعمال المصارف وفقا للقانون، وتنفيذ سيناريوهات تحمل المخاطر ومواجهة الأزمات، وتطبيق أفضل مبادئ الحوكمة في التدقيق الداخلي والخارجي ومكافحة غسل الأموال، وإنشاء مؤسسة ضمان الودائع".
بدورها، أشادت د. ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة، بالجهود التي يبذلها بنك في سبيل رفعة الاقتصاد الوطني، مشيرة الى أن البنك له أياد بيضاء على شرائح مهمة من أبناء شعبنا. كما قدمت غنام تهنئتها للبنك على هذا الإنجاز الجديد، معبرة عن فخرها بالقطاع الخاص الفلسطيني الذي يشكل اليد اليمنى للسلطة الفلسطينية، وشريكا رئيسياً للسلطة الوطنية في خدمة الشعب الفلسطيني".
وعبرت غنام عن أملها بأن نحتفل قريباً بإنجاز جديد للبنك يكون فيه الافتتاح القادم في مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.
وفي كلمة مقتضبة، أشاد السيد مأمون أبو شهلا بعمليات التوسع التي يسجلها، مشيراً الى أن البنك خطى خطوات هامة على صعيد تطوير المنتجات والخدمات. مقدماً تهنئته لعموم أبناء شعبنا على هذا الإنجاز لكونه انجازاً وطنياً.