عقد بنك فلسطين ومؤسسة التعاون يوم الأربعاء 18/02/2015 في مقر المركز الرئيسي للإدارة العامة لبنك فلسطين في مدينة رام الله، احتفالاً خاصاً بتكريم عدد من مبتعثي برنامج "زمالة" للتطوير الأكاديمي.
وجرى تنظيم فعاليات الحفل ما بين رام الله وغزة عبر الاتصال المرئي "الفيديو كونفرنس"، برعاية وحضور وزيرة التربية والتعليم د. خولة الشخشير، ووزير العمل السيد مأمون أبو شهلا، والسيد هاشم الشوا، رئيس مجلس الإدارة، والمدير العام لبنك فلسطين، والدكتورة تفيدة الجرباوي مدير عام مؤسسة التعاون، بالإضافة إلى المبتعثين وممثلي الجامعات الفلسطينية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة البنك والإدارة التنفيذية، وممثلي المؤسسات وشركات القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية.
بدوره، فقد رحب هاشم الشوا بالحضور، مؤكداً على أن رعاية البنك لبرنامج زمالة للتطوير الأكاديمي، ينطلق من إدراكه لأهمية التعليم وتعزيز الخبرات والكوادر البشرية في مختلف الحقول العلمية في الجامعات الفلسطينية. مشيراً الى أن البرنامج سيساهم في سد الفجوة ما بين العلوم النظرية والتطورات العصرية المتسارعة حول العالم.
وذكر الشوا بأن البنك يرى في هذا الحفل حصاد ما كان يطمح اليه دائماً، خصوصاً بأن الكثير من المبتعثين الذين حضروا للحفل سيقومون بزيارات علمية وتطبيقية في مختلف دول العالم، سينهلون خلالها زياراتهم من الخبرات العالمية المختلفة، منها شركات وبنوك كبرى حول العالم ومحطات فضائية ومراكز أبحاث علمية وغيرها لتعود هذه الخبرات والبحوث الى عقول طلابنا في الجامعات، مضيفاً بأن البنك لم يعتبر تمويل هذا البرنامج تبرعاً بقدر ما هو استثمار حقيقي طويل المدى في الموارد البشرية الفلسطينية. فضلا عن جهوده في دعم الريادة والإبداع التي تمكن المسيرة التعليمية من أن تكون مكملة لما يمكن مواكبته من تطورات جديدة في مختلف العلوم حول العالم، والتي تضمن تخريج أجيال متعلمة ومبدعة.
من جانبها أشادت الدكتورة تفيدة الجرباوي بالجهود الكبيرة لبرنامج زمالة، والفرص المتميزة التي يوفرها من خلال ابتعاث الاساتذة الجامعيين بهدف تعزيز خبراتهم العلمية ومواكبة العصر، والتعرف على ما تم تطويره في مختلف التخصصات الطبية والاقتصادية والبيئية، وفي مجالات الاتصالات والهندسة والعلوم، بالإضافة إلى التبادل الثقافي والمعرفة وصقل المهارات وتعزيز الخبرات العلمية وجلبها الى فلسطين، ليستفيد منها أبناء شعبنا.
وأوضحت د. الجرباوي بأن "برنامج زمالة" يكرس الشراكة الحقيقية ما بين مؤسسات القطاع الخاص والقطاع الاهلي ومؤسسات التعليم العالي، وبما يمكن الكارد التعليمي الجامعي من تلبية الاحتياجات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية.
وتقدمت د.الجرباوي بالشكر للمساهمات الكبيرة التي يقدمها بنك فلسطين لبرنامج "زمالة" من خلال المسؤولية الاجتماعية، وأوضحت أن بنك فلسطين قدم مساهمات في هذا البرنامج بما يتجاوز 2.5 مليون دولار أميركي على مدى خمس سنوات، فيما قدمت مؤسسة التعاون التي تقوم على تنفيذ المشروع نصف مليون دولار، بتمويل من صندوق النقد العربي تحت إدارة البنك الاسلامي للتنمية.
كما أثنت على مختلف البرامج التي تُنفذ بالشراكة مع بنك فلسطين، كبرنامج مستقبلي، والبيارة، وغزة في القلب، وبرامج الشباب، والبرامج الصحية، بالإضافة إلى البرامج التعليمية، وخاصة فيما يتعلق بإعادة ترميم بعض المدارس في قطاع غزة، والتي تضررت بسبب العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع، وأكدت أن التعليم يعتبر المحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس تطور ونماء المجتمعات، وقالت "يعزز الاستثمار في التعليم القدرات المجتمعية، حيث يمكّن أفراد المجتمع من المهارات التي تسمح لهم بالاعتماد على أنفسهم ومواجهة تحديات مجتمعهم، والتعامل مع أولوياته"، وأضافت "أن التعليم كان وما زال مجال التركيز الأساسي لمؤسسة التعاون.
وجددت د. الجرباوي دعوتها إلى جميع الأساتذة الجامعيين والمحاضرين في مختلف الجامعات الفلسطينية للاستفادة من البرنامج والمسارعة إلى تقديم الطلبات لتطوير مهاراتهم ومعارفهم. كما دعت مختلف مؤسسات القطاع الخاص والأهلي للمساهمة والانخراط في دعم وتنفيذ البرنامج.
بدروها شكرت معالي وزيرة التربية والتعليم د. خولة الشخشير كل من بنك فلسطين ومؤسسة التعاون على برنامج زمالة، أشارت بأنه يمثل أهمية كبيرة لوزارة التربية والتعليم حيث أنه يلبي حاجة ملحة للجامعات الفلسطينية، ويفتح الفرصة لأعضاء الهيئة التدريسية للقيام بزيارات علمية تدريبية تطويرية لمؤسسات تعليم عالي مرموقة في الخارج، ولعكس هذه التجربة بعد العودة على جامعاتهم وطلبتهم. كما أوضحت أن البرنامج يعزز البحث العلمي ويعطي الفرصة للباحثين الفلسطينيين في تحليل عينات وبيانات على اجهزة حديثة متطورة في مراكز مميزة عالمياً.
وقالت د. الشخشير ينسجم هذا البرنامج مع توجهات وسياسات الوزراة في الابتعاث وتطوير الكادر في عدة مجالات وتخصصات، ويعزز الشراكة الحقيقية والتعاون البناء والمثمر بي القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي، كما انه يعزز مفهوم عالمية التعليم العالمي ويفتح أفق التعاون في مجالات البحث العلمي المشترك".
من ناحيته، فقد أثنى وزير العمل، مأمون أبو شهلا بالمبادرة التي أطلقها البنك، مشيرا الى أن برنامج "زمالة" يعتبر من البرامج المتميزة وطنياً، مشيداً بالدعم الذي يقدمه البنك ممثلاً بالسيد هاشم الشوا، الذي يمتلك رؤية عصرية تجاه التعليم والمجتمع الفلسطيني.
كما تحدثت د. الهام الخطيب ممثلة المبتعثين أمام الحضور مشيدة بالشفافية التي تحلت بها لجان التحكيم للحصول على منحة زمالة، وقال بأنها تفتخر لكونها حصلت على منحة في أمريكا بتمويل وطني ورأس مال فلسطيني، مقدمة شكرا الكبير لبنك فلسطين ومؤسسة التعاون والجهات التي ساهمت بإنجاح هذا المشروع.
وفي ختام الحفل تم تكريم المبتعثين في البرنامج من الأساتذة والمحاضرين في الجامعات وتوزيع شهادات التقدير عليهم.